Sunday, April 26, 2009

هل نحن مستعدون ؟

منذ فترة و بالتحديد منذ التغير الوزاري في المملكة و كثر الحديث عن التغير و الإصلاح
سؤال مهم هل نحن مستعدون؟ و ما هي تفاصيل هذه الإجابة ؟
أولا كيف نقيس نبض الشارع وما مدى استعداده للتغير؟
هناك عدة طرق من أهمها في عصرنا الحالي
تعليقات المعلقين على المقالات التنويرية أو الإصلاحية التي تخاطب الجمهور بلغة مغايرة عن خطاب السنين التي مضت
و هذه هي النقطة هي التي أثارتني لكتابة هذا الطرح
فلنأخذ على سبيل المثال مقال الدكتورة مرام مكاوي: فتوى الشيخ العبيكان في جواز سفر المرأة بلا محرم
http://alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3008&id=8754&Rname=84
معظم الردود كانت رد على الدكتورة مرام بشخصها و تقليل من قدر "علمها الفقهي" و ما إلى ذلك، تندر الردود التي ناقشت طرح الدكتورة
فهل مجتمعنا مجتمع مناهض للتغير؟أم هو معه
مجتمعنا بعامته و أغلبه غير مستعد للتغير و غير راغب به و بمجرد حديثك عن إصلاح أو تغير أو تنوير تتهم بالليبراللية و العلمانية إن لم يكن نصيبك التكفير و إهدار الدم
أنا أعتقد أن المجتمع غير مرحب بالتغير لأنه غير مقتنع بلزومه يظن أننا بخير
فالحل في نظري هو إشباع المجتمع السعودي بالرغبة في التغير حيث ما إن يسمع الشخص من العامة كلمت تغير أو إصلاح حتى ينصت بإمعان و يجهز نفسه للتطبيق
و من الطرق لإشباع المجتمع السعودي بضرورة الإصلاح هو مواجهته بالواقع الحالي و الذي قد لا يدركه على النطاق الشخصي و كيف أن حال المجتمع سيأثر به لأنه جزء منه وبعد مواجهته به شرح أبعاد هذا الواقع و نتائجه
فعندما تسمع السعودية أو يسمع السعودي العازب أن نسبة الطلاق في الملكة تفوق الخمسين بالمئة فذلك لا يترجم في عقله بأنه غالب الظن أنه سيطلق إذا تزوج و بالتالي يدرك هو و تدرك هي حتما أن العلاقات ما بين الجنسين هيها خلل كبير يستوجب الإصلاح
و عندما يسمع الطالب الجامعي بأن نسبة البطالة ١٢ بالمئة و يدرك عندما يسمع بوجود متسوليين يحملون شهادات جامعية و يعي حين يسمع بسعودي حامل باكالريوس يشتغل كفراش في دائرة حكومية ، أخبره أن صديقي الذي تخرج من جامعة كندية هي الثالثة على مستوى إدارة الأعمال و بمعدل ٣ من أربعة و المفترض أن تكون وظيفته مضمونة لم يجد وظيفة فقرر إكمال الدراسة ،فلم لا تخبره هذه الحقائق أنه لن يكون من السهل عليه إيجاد وظيفة و بالتالي يدرك أن نظامنا التعليمي و نظام العمل فيه خلل يستوجب التعديل
عندما نسمع كل يوم عن قائمة أكبر من أختها بمطلوبين إرهابيين قائمة ال٢٦ و من ثم قائمة ال٨٥ و هلم جرا ألا يثبت ذلك بما لا يدع مجالا للشك أن خطابنا الديني في المملكة و تعلمينا الديني فيه خلل يستوجب التعديل؟
أن لا أقول أنه يجب أن نرغم الناس على الإصلاح و التغيير بنهج منهج معين هو منهج "التنوريين" و لكن اسمع منه يا رافض التغير و دله على النهج الصحيح و نقاشه في أفكاره لا تنظر لشخصه و لاكن انظر إلى أفكاره
لكن أن تقول نحن بخيرهكذا فاسمحلي أن أطلب منك أن تعيد التفكير
قد أكون مخطئ و نحن بخير لأن رأي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب
ولكن يجب أن نفكر و نتناقش و نصل إلى نتيجة
لا ينفع أن نقول : هذه عاداتنا و تقاليدنا و الله لا يغير علينا
ابتسموا
=)

Thursday, April 23, 2009

تعولمنا و لم نتعولم

السعودية و العولمة حكاية غريبة 
يصعب على مشقاص الحكواتي أن يجعلنا أن نقتنع أنها طبيعية
حيث أن الوصية الأزلية التي يسمعها المبتعث و هو مغادر حمى الوطن إلى بلاد "الكفر" تكون على نحو قريب من: يا ولدي احنا راسلينك هناك تدرس و بس خد منهم المفيد و العلم و بس لا ترجعلنا بعاداتهم حافظ على عاداتك و دينك (و لاحظوا تقديم العادات على الدين) و انتبه على نفسك
النصيحة بذاتها ممتازة جدا و لكن
في مجتمعنا المتناقض المحب للتنظير لا للتطبيق تكمن غرابة حكاية السعودية و العولمة
حيث أننا تعولمنا بحب مكدونالدز و تربية كرشة العز و لم نتعولم في أدب الإنتظام في الصف لنطلب من ماكدونالدز
تعولمنا في مشاهدة التلفزيون و تبنينا التكنولوجيا و لم نتعولم في أن الطفل الغربي يجب أن ينجز مهامه المنزلية من حمل الزبالة-أجلكم الله- أو تغسيل الصحون أو تغسيل سيارات البيت
تعولمنا في استخدام الجولات بالكاميرا و استخدمنها في تصوير البنات في الأفراح و نشرها و لم نتعولم في استخدام التقنية لنشر القيم الإيجابية في المجتمع
تعولمنا في حب السيارات و اقتناء أغلها و أفضلها و لم نتعولم في إيجاد تقنيين و فنيين سعودين يعملون على إصلاح سياراتهم بأنفسهم
تعولمنا في إنشاء الجامعات الحديثة بالنظام الغربي و لم نتعولم بجعلها مركزا معرفيا مشجع للبحث و الإبداع و التفكير و التساؤل و الإنتاجية العالية لتتسبب في جعل مجتمعاتنا أفضل
و قائمة الأمثلة تطول
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يحدث هذا ؟؟
الجواب من وجهة نظري الشخصية يكمن في شخصية مجتمعنا العامة المتكلة على المال
حيث أنك عندما تسأله لم لا تتنظم في صف يقول :أنا جي أشتري بفلوسي
و عندما تسأل الأهالي لم لا تعلموا أطفالكم إنجاز مهام منزلية تقول الأم: و ربي ليش خلق الشغالات والسواقين حرام خلي بزورتي ينبسطوا و يتفرجوا على التلفزيون
و عندما تسأله لماذا لا تتعلم كيف تصلح سيارتك يقول: ياعمي أدفع للبنشجري ١٠٠ ريال و هو يتدبر فيها
و أما الجامعات فيرد مدير الجامعة: و ليش الهم و وجع الراس ما نشتري البحوث جاهزة من أمريكا و ألمانيا و اليابان
و سؤالي هنا: أجل انت أيش فايدتك في العالم؟
هل خلقنا لنأكل و نشرب و نتكاثر وننام و نصلي
لا و ألف لا
إنما خلقنا لنعبد الله و لنخلف الله في الأرض
خلقنا لنعمر الأرض
نملؤها مصانع و جامعات و شركات منتجة تفيد مجتمعها
و أما المساجد فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : أعطيت خمسا ، لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 335
خلاصة الدرجة: [صحيح]
الخير إن شاء الله قادم فلا يمكننا الهبوط بين الأمم أكثر مما هبطنا
فلا طريق إلا إلى الأعلى
ابتسموا
=)

Friday, April 17, 2009

تاريخ العولمة

بحسب قصص الأنبياء للدكتور طارق السويدان فأبونا آدم عليه السلام نزل في الهند و أمنا حواء عليها السلام نزلت في جدة
و التقيا في عرفات
فمن ذلك نستنتج أن أول عمل قام به البشر في الأرض هو الهجرة
العولمة كما اتفقنا سابقا (بمنظور هذه المدونة) هو الإندماج العالمي
فالهجرة صورة و طريقة من طرق تحقيق العولمة
فالتقاء آدم بحواء عليهما السلام هو من العولمة
حيث لو أنهما لم يهاجرا و يبحثا عن بعضهما لما كنا و لما كان العالم كما نعرفه
قد يقول القارىء أني أبالغ بتعليق مصير البشرية بالعولمة
فردي أن كل شخص ينظر للعالم بعين رأيه
فأنا "عولمي" إن صح التعبير
فالعولمة ينظر لها علماء هذا المجال (و منهم المؤرخون و الإجتماعيون و علماء السياسة)على أنها وليدة القرن الماضي أو الذي قبله بقرن أو اثنين
فمصطلح العولمة هو وليد الستينات من عصرنا الحالي
لكنها اكتشاف كاكتشاف نيوتن للجاذبية في القرن السادس أو السابع عشر
فذلك لا يعني أنها لم تكن موجودة قبل ذلك
كذلك العولمة
و لكن العولمة فكرة أكثر تعقيدا من الجاذبية
كما أن الروح أكثر تعقيدا من الجسد
في اعتقادي أن العولمة هي العامل الأكبر في تكوين البشرية بشكلها الحالي
أنا لست خبيرا في العولمة بعد فأنا طالب هندسة
لكني أطمح أن أكون واحدا
فينبغي علينا كمسلمين أن نأصل فكرة العولمة دينيا
و نسقطها على تاريخ البشرية الذي يتبناه الإسلام
حيث أنني بعد انتهائي من قراءة كتاب "العنصرية، مقدمة بسيطة جدا" لكاتبه آلي رتنسي
أحسست أنه يريد أن يقول أنه لا يوجد شيء اسمه أعراق و أن البشر كلهم عرق واحد
لكن ذلك لا يتفق مع مبادىء دارون التي يؤمن بها المجتمع العلمي العالمي
مع أن فكرة الأعراق في الإسلام غير موجودة حيث أننا كلنا أبونا واحد و هو آدم فالبتالي كلنا عرق واحد
فتبادر إلى ذهني
بما أن الإسلام استطاع حل هذه المسألة ببساطة ، فإنه سيستطيع تحليل العولمة بأفضل طريقة ممكنة
لذلك سأحاول فهم العولمة بمنظورنا
و أول جزئية سأبحثها هي الهجرة
و ذلك في طرحي القادم إن شاء الله

Thursday, April 2, 2009

العنصرية بسبب العولمة

في قرائتي الحالية لكتاب علي رتنسي المسمى "العنصرية:مقدمة بسيطة جدا" لاحظت عدد من الملاحظات سأطرحها اليوم
١. العولمة قد تؤدي إلى المتاعب
٢. العنصرية الحالية في دول العالم الثالث (و منها العالم العربي طبعا) من أسبابها العولمة
٣.العنصرية كلمة أبلغ من الكلمة الإنقليزية
(racism)

ومن خلال حديثي اليوم سأبين كيفية حصولي على هذه النتائج
من خلال قرائتي للكتاب تبين لي أن الكاتب(و هو أحد المرموقين في الكتابة عن العنصرية و يبدو أن اسمه عربي لكنه محاضر في جامعة سيتي في لندن و لم أستطع معرفة إن كان عربيا أم لا) مرارا و تكرارا حاول أن يبين أن العنصرية و بوجهها الحديث كانت بشكل كبير من صناعة الرجل الأبيض الآري
هو الذي رأى أنه أفضل من سائر الأعراق الأخرى
هو الذي قام بصناعة سلسلة أو هرم بالأحرى رتب فية الأعراق من الأسمى إلى الأوطى و بالطبع اعتلى القمة و ترك القاع للأفارقة في وجهة نظره
رأى أن سكان الأمريكتين الأصليين و الأفارقة و المجانين و المثلين جنسيا و العاهرات ليسو من جنس البشر
و يرى يقينا أن المرأة هي مخلوق أدنى مرتبة من الرجل هذا إن كانت بشرا في الأساس
و من خلال هذا الكلام نرى أن كلمة عنصرية أبلغ من العرقية (الكلمة الإنقليزية) لأن العرقية توحي بالتعصب تجاه العرق فقط مع أن استخدام الكلمة الحقيقي فيه تعصب تجاه عناصر لا علاقة لها بالعرق مثل النساء و العاهرات و المعاتيه و المثلين جنسيا
و نعود الآن لنوضح ما دخل العولمة في العنصرية
لسا مركزين!!!!!
في أيام الأندلس (و ما أحلاها من أيام) كان اليهود يعيشون في هدوء و سلام و لكن بعد نجاح الحروب الصليبية و انتقال الحكم للآريين انقلب وضعهم فوقاني تحتاني فاضطروا للهروب بسبب كره الصليبين لهم وظلمهم لهم (حسب كلام الكاتب) إلى أراضي المسلمين
وكأن الصلبيين لحقوا بهم فبعد فترة غير قصيرة من الزمن و حين كان الحكم العربي و الإسلامي في غالبيته تحت أيدي الأتراك العثمانين (مما يدل أننا كعرب لم نكن نعاني من العنصرية بفظاعتها في عالمنا اليوم) بدأت مرحلة الإستعمار

و الإستعمار أحد السبل الوحشية لتحقيق العولمة

فتحدث الكاتب بالتفصيل عن احتلال بريطانيا للهند
و كيف أن البريطانين هم من قسموا المجتمع الهندي إلى طبقات
خلقوا طبقة آرية في أفكارها و لسانها و اعتقاداتها
و تركوا باقي الطبقات(مثل البنجاب) تحت وطأة هذه الطبقة
أي أن المجتمع الهندي لم يكن بالأصل يعاني من العنصرية بشكل كبير لكن الإستعمار (و بالتالي العولمة) تسببت في تأجيج نار العنصرية هناك
و بعد أن فكرت قليلا تبين لي التالي: بما أن العالم العربي لم يسلم من الإستعمار كما هو معلوم فمن الطبيعي أيضا أن الآريون هناك خلقوا نفس المعضلة
حيث أن المجتمع المسلم (في الأصل ) ليس مجتمعا عنصريا كارها للغريب
و أنا مثال حي على ذلك حيث أن أجدادي جاءوا مهاجرين من بخارى فارين بعلمهم و دينهم من إبادة الروس لهم (آن ذاك) إبان حكم الأشراف للحجاز
ولم يعانوا كثيرا للإندماج في المجتمع الحجازي
لكن ذلك و للأسف تغير بعد الإستعمار حيث أصبحنا نحن المسلمين من أكثر الشعوب عنصرية
و المشكلة أن عنصريتنا موجهة غالبا لأقراننا المسلمين

أنا بكلامي هذا لا أدعي أننا كنا مجتمع طاهر خالي من العنصرية، لأنه في أيام الرسول صلوات الله و سلامه عليه كانت هناك أحداث تبرهن وجود العنصرية
و لكن الرسول صلى الله عليه وسلم خلصنا بأفعاله و تعاليمه منها بقدر كبير

أضف إلى ذلك مشكلة العصبية القبلية المنتنة التي يتميز بها مجتمعنا الحبيب

كنتيجة خرجت بها
-العنصرية بشكلها الحالي (ضد النساء و ذوي التحديات العقلية و الجسمانية إضافة للجنسيات الأخرى) في العالم الإسلامي سببها بشكل كبير الإستعمار و بالتالي العولمة
-حلها (و حل جميع مشاكل العالم الحالية) ليس هو التطور أو تبني الحداثة بل الرجوع ١٤٣٠ سنة إلى الوراء وأن نحاول محاكاة نموذج المدينة المنورة بقدر المستطاع
أعلم أننا لن نستطيع تكوين مجتمعنا ليكون مثل مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام
و لكن حلولنا كلها هناك فلنحاول قدر المستطاع
فإذا أحدنا قال للآخر يا ابن السوداء كما فعل أبو ذر مع بلال بن رباح رضي الله عنهما
فليعتذر كما اعتذر أبا ذر و يضع عنقه في الأرض ليدوسها بلال رضي الله عنه
ابتسموا
=)