في قرائتي الحالية لكتاب علي رتنسي المسمى "العنصرية:مقدمة بسيطة جدا" لاحظت عدد من الملاحظات سأطرحها اليوم
١. العولمة قد تؤدي إلى المتاعب
٢. العنصرية الحالية في دول العالم الثالث (و منها العالم العربي طبعا) من أسبابها العولمة
٣.العنصرية كلمة أبلغ من الكلمة الإنقليزية
(racism)
ومن خلال حديثي اليوم سأبين كيفية حصولي على هذه النتائج
من خلال قرائتي للكتاب تبين لي أن الكاتب(و هو أحد المرموقين في الكتابة عن العنصرية و يبدو أن اسمه عربي لكنه محاضر في جامعة سيتي في لندن و لم أستطع معرفة إن كان عربيا أم لا) مرارا و تكرارا حاول أن يبين أن العنصرية و بوجهها الحديث كانت بشكل كبير من صناعة الرجل الأبيض الآري
هو الذي رأى أنه أفضل من سائر الأعراق الأخرى
هو الذي قام بصناعة سلسلة أو هرم بالأحرى رتب فية الأعراق من الأسمى إلى الأوطى و بالطبع اعتلى القمة و ترك القاع للأفارقة في وجهة نظره
رأى أن سكان الأمريكتين الأصليين و الأفارقة و المجانين و المثلين جنسيا و العاهرات ليسو من جنس البشر
و يرى يقينا أن المرأة هي مخلوق أدنى مرتبة من الرجل هذا إن كانت بشرا في الأساس
و من خلال هذا الكلام نرى أن كلمة عنصرية أبلغ من العرقية (الكلمة الإنقليزية) لأن العرقية توحي بالتعصب تجاه العرق فقط مع أن استخدام الكلمة الحقيقي فيه تعصب تجاه عناصر لا علاقة لها بالعرق مثل النساء و العاهرات و المعاتيه و المثلين جنسيا
و نعود الآن لنوضح ما دخل العولمة في العنصرية
لسا مركزين!!!!!
في أيام الأندلس (و ما أحلاها من أيام) كان اليهود يعيشون في هدوء و سلام و لكن بعد نجاح الحروب الصليبية و انتقال الحكم للآريين انقلب وضعهم فوقاني تحتاني فاضطروا للهروب بسبب كره الصليبين لهم وظلمهم لهم (حسب كلام الكاتب) إلى أراضي المسلمين
وكأن الصلبيين لحقوا بهم فبعد فترة غير قصيرة من الزمن و حين كان الحكم العربي و الإسلامي في غالبيته تحت أيدي الأتراك العثمانين (مما يدل أننا كعرب لم نكن نعاني من العنصرية بفظاعتها في عالمنا اليوم) بدأت مرحلة الإستعمار
و الإستعمار أحد السبل الوحشية لتحقيق العولمة
فتحدث الكاتب بالتفصيل عن احتلال بريطانيا للهند
و كيف أن البريطانين هم من قسموا المجتمع الهندي إلى طبقات
خلقوا طبقة آرية في أفكارها و لسانها و اعتقاداتها
و تركوا باقي الطبقات(مثل البنجاب) تحت وطأة هذه الطبقة
أي أن المجتمع الهندي لم يكن بالأصل يعاني من العنصرية بشكل كبير لكن الإستعمار (و بالتالي العولمة) تسببت في تأجيج نار العنصرية هناك
و بعد أن فكرت قليلا تبين لي التالي: بما أن العالم العربي لم يسلم من الإستعمار كما هو معلوم فمن الطبيعي أيضا أن الآريون هناك خلقوا نفس المعضلة
حيث أن المجتمع المسلم (في الأصل ) ليس مجتمعا عنصريا كارها للغريب
و أنا مثال حي على ذلك حيث أن أجدادي جاءوا مهاجرين من بخارى فارين بعلمهم و دينهم من إبادة الروس لهم (آن ذاك) إبان حكم الأشراف للحجاز
ولم يعانوا كثيرا للإندماج في المجتمع الحجازي
لكن ذلك و للأسف تغير بعد الإستعمار حيث أصبحنا نحن المسلمين من أكثر الشعوب عنصرية
و المشكلة أن عنصريتنا موجهة غالبا لأقراننا المسلمين
أنا بكلامي هذا لا أدعي أننا كنا مجتمع طاهر خالي من العنصرية، لأنه في أيام الرسول صلوات الله و سلامه عليه كانت هناك أحداث تبرهن وجود العنصرية
و لكن الرسول صلى الله عليه وسلم خلصنا بأفعاله و تعاليمه منها بقدر كبير
أضف إلى ذلك مشكلة العصبية القبلية المنتنة التي يتميز بها مجتمعنا الحبيب
كنتيجة خرجت بها
-العنصرية بشكلها الحالي (ضد النساء و ذوي التحديات العقلية و الجسمانية إضافة للجنسيات الأخرى) في العالم الإسلامي سببها بشكل كبير الإستعمار و بالتالي العولمة
-حلها (و حل جميع مشاكل العالم الحالية) ليس هو التطور أو تبني الحداثة بل الرجوع ١٤٣٠ سنة إلى الوراء وأن نحاول محاكاة نموذج المدينة المنورة بقدر المستطاع
أعلم أننا لن نستطيع تكوين مجتمعنا ليكون مثل مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام
و لكن حلولنا كلها هناك فلنحاول قدر المستطاع
فإذا أحدنا قال للآخر يا ابن السوداء كما فعل أبو ذر مع بلال بن رباح رضي الله عنهما
فليعتذر كما اعتذر أبا ذر و يضع عنقه في الأرض ليدوسها بلال رضي الله عنه
ابتسموا
=)
No comments:
Post a Comment