على من أراد أن يرى العولمة و يرى أنها حقيقة قائمة فلينظر إلى اللغات
للأسف فأنا لا أجيد سوى لغتين(العربية و الإنقليزية) و ثلثي لغة أخرى(الفرنسية) و يا ليتني أجيد أكثر
و لاحظت أن الكثير من الكلمات من هذه اللغات مستلفة من لغة أخرى
وعلى سبيل المثال لا الحصر
فكلمة كنبة(كنبي) و بوسة(بيزو) و بنطلون(بنتلون) كلها فرنسية
و جيتار (القيثارة) و بانانا-الموز-(بنان الأصابع) و الكيميستري (الكيمياء) كلها عربية
و تأثير اللغات على بعضها البعض ما هو إلا أحد آثار العولمة
لكن العولمة لها وجهين
و جه هو سيطرة منظمة التجارة العالمية على أسواق العالم قاطبة
(وبالتالي تستمر سيطرة الأغنياء على الفقراء) أما
الوجه الآخر هو الإندماج العالمي
world integration
بحيث تتعرف شعوب العالم على بعضها البعض
كل مجتمع يضع أفضل ما عنده على طاولة النقاشات
فنأخذ المحمود من كل مجتمع لنحقق مجتمع عالمي متفاهم
مرحب ببعضه البعض
مجتمع أقرب ما يكون للمثالية
حيث يستحيل أن ندعي أننا نحن العرب عندنا أفضل الموجود
ولا يحق للأستراليين قول ذلك أيضا
لكن لو دمجنا حضارتنا بحضارتهم لأنتجنا حضارة جديدة في الغالب ستتفوق على سائر الحضارات
وقبل أن يتهمني أحد بأني أريد جلب الخراب و إحداث الفوضى في مجتمعنا الطاهر النقي (مزحلي جدلي) فأقول أمسكو أحصنتكم كما يقول أخواننا الأمريكان
فإذا اتفقتم معي منذ البداية أن تأثر اللغات ببعضها هو من العولمة
فالعولمة مفهوم قرآني قديم
حيث وردت كلمة مشكاة في القرآن ، و بحسب تفسير ابن كثيرفهي الكوة بلغة أهل الحبشة
و كلمة درهم هي يونانية تقال دراخمة
و الرسول صلوات الله وسلامه عليه أخذ بأساليب الفرس الحربية بحفر الخندق
فعلى عكس ما يعتقده الكثيرون أن العولمة رجس شيطاني دخيل على المجتمع
فالصحيح أن العولمة كمعظم الأشياء في هذه الدنيا إن أردنا حسن استخدامه استطعنا
و إن استعديناه
احنا الخسرانين والدنيا ماهي سائلة فينا*
و لكن الطريف أنها تعيش بيننا ولكننا لا ندري
ولي في ذلك حديث آخر
ابتسموا
=)
ملاحظة:أعلم أن المجتمع الإسلامي هو الأقرب للمثالية ولكن المثل الإسلامية قد تكون مطبقة بأفضل طريقة في مجتمع غير اسلامي
Tuesday, March 31, 2009
Sunday, March 29, 2009
عويض في أمريكا
بالأمس قرأت مقال الأستاذ أشرف الفقيه المعنون ب(فرانك في المسجد النبوي)، و عندما قرأته تبادر إلى ذهني، أنثوني بوردين، و الفيلم الوثائقي على يوتيوب الحلول السعودية
لماذا هذا الإهتمام بالمملكة العربية السعودية ؟
هل نحن مزكز العلوم و الثقافة في العالم ؟
هل نحن رواد العالم في أي شيء غير تصدير الإرهاب و البترول(الذي هو هبة من الله لنا)؟
أظن أن من البديهي أن الإجابة على الأسئلة هو لا، لا، ثم لا
في بحثي اليوم سأتكلم عن نقطتين
الأولى: لماذا الإهتمام بنا؟
الثانية:لماذا لا نبحث نحن ؟
الغرب هم في القيادة حاليا و هم الذين يبحثون عن الإجابات
يريدون أن يدرسوا العالم يدرسوا مكوناته بتفاصيلها
و نحن إحدى هذه المكونات
لكننا لسنا مثل أي من مكونات العالم الأخرى
فلسنا كباقي دول العالم و لا دول آسيا و لا الدول الإسلامية ولا الدول العربية ولا الدول الخليجية
فنحن الدولة الوحيدة التي لا يسمح للمرأة أن تقود السيارة
نحن الدولة الوحيدة التي لا يستطيع رجل أن يبتسم لامرأة دون أن تظن أنه يتحرش بها
نحن الوحيدون في العالم الذين لدينا بوليسا دينيا يحكم البلاد كيف يشاء
هم يسمعون أن المملكة دولة متدينة سكانها متدينون
لكن الذين يرونه عندهم أن السعوديون هم أكبر زبائن الخمارات و الكازينوهات و أكبر المقامرون
يرون الدكتور زميلهم في العمل يمشي مع زوجته و هي مغطاة من الرأس إلى الرجل و هي منقبة
و لكن بعد الدوام يشاركهم في احتساء البيرة
يسألونه لماذا أنت تصاحب النساء كيف تشاء و زوجتك لا تفارق البيت ، يقول هذا ديني(و الدين من هذا براء) و عاداتي و تقاليدي
فالتناقضات هذه كفيلة بإثارة اهتمام أي شخص
فكيف لا تثير اهتمام أهل التساؤل و أهل البحوث و الحديث هنا عن الغرب طبعا
أما السؤال الأهم هو لم لا نبحث نحن
لماذا ليس لدينا ولا برنامج واحد مصور عن الأمريكان(الذين هم قادة العالم) أو الفرنسين و الألمان ؟
أليس عندهم ما يثير اهتمامنا؟
أليسوا هم من اخترعوا الهندسة و الطب الحديث و الإتصالات و الحواسيب؟
أليس عندهم ما يمكننا أن نتعلم منه؟
أكل ما عندهم هو الإباحية و الجنس و عقوق الوالدين ؟
أليس عندهم عادات اجتماعية يمكننا الإستفادة منها؟
المثابرة و الإهتمام بالدراسة، والفاعلية في المجتمع و رعاية الأطفال و اكتشاف الذات
أعلم يقينا أن هذه القيم قرآنية قبل أن تكون غربية
لكننا لم نحسن استخدام القرآن
فلم لا نستفيد منهم؟
من و جهة نظري أننا نرى أن كل آت من عند الغرب فهو كافر في ذاته مكفر لغيره
فإذا تبنيناه و استفدنا منه كفرنا
و انحللنا من عاداتنا و تقاليدنا
و لكن يجب أن نعمل بمثلنا القائل: "أتغدابه قبل ما يتعشابك" لأنهم يدرسوننا من الداخل و من الخارج و من كل النواحي
يدرسوا مجتمعنا و ديننا و سيايتنا و أخلاقنا و عاداتنا و تقاليدنا
فيجب أن نعاملهم بالمثل
و نتعلم عنهم كل شيء
ندرسهم بعقلية متفتحة (لا منفتحة) ندرسهم بحيادية و لا نحكم عليهم
ندرسهم دون أن تكون نيتنا أن نجعلهم مثلنا فالإختلاف جميل
يجب أن نتعلم منه
و هذه هي العولمة
ابتسموا
=)
لماذا هذا الإهتمام بالمملكة العربية السعودية ؟
هل نحن مزكز العلوم و الثقافة في العالم ؟
هل نحن رواد العالم في أي شيء غير تصدير الإرهاب و البترول(الذي هو هبة من الله لنا)؟
أظن أن من البديهي أن الإجابة على الأسئلة هو لا، لا، ثم لا
في بحثي اليوم سأتكلم عن نقطتين
الأولى: لماذا الإهتمام بنا؟
الثانية:لماذا لا نبحث نحن ؟
الغرب هم في القيادة حاليا و هم الذين يبحثون عن الإجابات
يريدون أن يدرسوا العالم يدرسوا مكوناته بتفاصيلها
و نحن إحدى هذه المكونات
لكننا لسنا مثل أي من مكونات العالم الأخرى
فلسنا كباقي دول العالم و لا دول آسيا و لا الدول الإسلامية ولا الدول العربية ولا الدول الخليجية
فنحن الدولة الوحيدة التي لا يسمح للمرأة أن تقود السيارة
نحن الدولة الوحيدة التي لا يستطيع رجل أن يبتسم لامرأة دون أن تظن أنه يتحرش بها
نحن الوحيدون في العالم الذين لدينا بوليسا دينيا يحكم البلاد كيف يشاء
هم يسمعون أن المملكة دولة متدينة سكانها متدينون
لكن الذين يرونه عندهم أن السعوديون هم أكبر زبائن الخمارات و الكازينوهات و أكبر المقامرون
يرون الدكتور زميلهم في العمل يمشي مع زوجته و هي مغطاة من الرأس إلى الرجل و هي منقبة
و لكن بعد الدوام يشاركهم في احتساء البيرة
يسألونه لماذا أنت تصاحب النساء كيف تشاء و زوجتك لا تفارق البيت ، يقول هذا ديني(و الدين من هذا براء) و عاداتي و تقاليدي
فالتناقضات هذه كفيلة بإثارة اهتمام أي شخص
فكيف لا تثير اهتمام أهل التساؤل و أهل البحوث و الحديث هنا عن الغرب طبعا
أما السؤال الأهم هو لم لا نبحث نحن
لماذا ليس لدينا ولا برنامج واحد مصور عن الأمريكان(الذين هم قادة العالم) أو الفرنسين و الألمان ؟
أليس عندهم ما يثير اهتمامنا؟
أليسوا هم من اخترعوا الهندسة و الطب الحديث و الإتصالات و الحواسيب؟
أليس عندهم ما يمكننا أن نتعلم منه؟
أكل ما عندهم هو الإباحية و الجنس و عقوق الوالدين ؟
أليس عندهم عادات اجتماعية يمكننا الإستفادة منها؟
المثابرة و الإهتمام بالدراسة، والفاعلية في المجتمع و رعاية الأطفال و اكتشاف الذات
أعلم يقينا أن هذه القيم قرآنية قبل أن تكون غربية
لكننا لم نحسن استخدام القرآن
فلم لا نستفيد منهم؟
من و جهة نظري أننا نرى أن كل آت من عند الغرب فهو كافر في ذاته مكفر لغيره
فإذا تبنيناه و استفدنا منه كفرنا
و انحللنا من عاداتنا و تقاليدنا
و لكن يجب أن نعمل بمثلنا القائل: "أتغدابه قبل ما يتعشابك" لأنهم يدرسوننا من الداخل و من الخارج و من كل النواحي
يدرسوا مجتمعنا و ديننا و سيايتنا و أخلاقنا و عاداتنا و تقاليدنا
فيجب أن نعاملهم بالمثل
و نتعلم عنهم كل شيء
ندرسهم بعقلية متفتحة (لا منفتحة) ندرسهم بحيادية و لا نحكم عليهم
ندرسهم دون أن تكون نيتنا أن نجعلهم مثلنا فالإختلاف جميل
يجب أن نتعلم منه
و هذه هي العولمة
ابتسموا
=)
العنصرية الوطنية
العنصرية الوطنية
أنت من أهل مكة، من أصول جاوية
مدير شركة خاصة بك، تقدم لإحدى المناصب رجلين ، الأول لؤي نمقاني و الآخر صنيان البليهيد
مؤهلاتهم قريبة من بعض ولكن ولد البليهيد تخرج من هارفرد عمره ٢٥سنة و متزوج والنمنقاني تخرج من جامعة نيوزلندية متوسطة المستوى عمره ٣٠ و ما زال يلعب بذيله
من تختار؟
أنت من أهل القصيم و جد جد جد جدك هو أول بشر مشى على تراب بريدة
ابنتك في سن زواج ، تقدم إليها خاطبان ، سلمان الدغيشم و داؤود فلاته
متساوون في كل شيء إلا أن سلمان لا يصلي في المسجد بعكس داؤود الذي نادرا ما تفوته تكبيرة الإحرام
من تختار؟
قرأت مقالين من كاتبين تعدهما أنت أنهما من "بني ليبرال" أحدهم قبيلي و الآخر ماش
عندما تتعرض لهما بالشتيمة غالبا ستقول عن الذي ليس بقبيلي : يا طقة حج و لم يعد عد إلى باكستان
هل ستقولللقبيلي يا ولد القبيلة الفلانية هذا كله من عاداتك أنت و قبيلتك؟
هذه مجموعة من الأسئلة ، لها أجوبة صحيحة بديهية من الناحية الدينية و نحن المجتمع الذي يدعي التدين.
فلماذا يا ترى و إن كنا نعلم الإجابات الصحيحة فنحن لا نطبقها؟
هناك محوريين سننظر إليها
الأول: نحن و هم
في المملكة حاليا ما يجمعنا في الغالب ليس أننا جميعا نحب الوطن أ و أننا جميعا نريد بدراستنا و أعمالنا مصلحة الوطن و
لكن عندنا حب الجماعة، فالقصيمي و لائه قصيمي و الحجازي ولائه حجازي و الجنوبي جنوبي و هكذا دواليك
فكل يبحث عن مصلحة الجماعة ، و فالغامدي يوظف الغامدي، و المدرس البخاري يعطي التلميذ البخاري العلامة الكاملة، و الموظف الحكومي الحضرمي يمشي أوراق المراجع الحضرمي.
المشكلة أن المواطن يظن أنه بفعله هذا ينفع الوطن لأنه ينفع المواطن-بتشديد الفاء- مع أنه بلا شك أنه يضر الوطن.
فالمدير الذي يوظف أبناء القبيلة و المدرس الذي يحابي جماعته و الموظف الذي يتساهل مع أقاربه، هولاء يولدون إحساس بالظلم يتفشى في المجتمع شيئا فشيئا، فالطالب ينشر إحساسه بالظلم بين أقرانه و يساهم في الفشل الدراسي والباحث عن الوظيفة يحبط باقي القوة العاملة و يزيد البطالة والتاجر الذي لم يتساهلوا معه في الأوراق الرسمية سيمل و سياسهم في إنخفاض منسوب الإنتاج العام.
فمن خلال المحور الأول رأينا أن العنصرية أدت إلى البطالة و الفشل الدراسي و إنخفاض الإنتاجية.
الثاني : حج و لم يعد
منذ قديم الزمان و سالف العصر و الأوان و من قبل أن ينعم الله على الجزيرةالعربية بآل سعود الطيبين و أرض الحرمين كانت أرضا يحج إليها الناس من أيام إبراهيم عليه السلام من مشارق الأرض و مغاربها.
و المدينة المنورة سكنها اليهود و أجناس أخرى لفترات طويلة و الحجاز حكمه العثمانيون لفترات طويلة.
وكل ذلك كان قبل أن يوحد أل سعود الطيبين الجزيرة و قبل أن يكتشف النفط -يضم الياء-
و الحجاز بطبيعة الحال كان به قبائل استقبلت الحجاج و المهاجرين من طلبة العلم الذين جاوءا يطلبون العلم لا المال.
و هؤلاء الحجاج و طلبة العلم أعجبتهم طيبة أهل الحجاز و ترحيبهم فاستقروا في الحجاز و ساهموا بشكل كبير في بنائه و تعميره، و حتى عندما أصبح هناك مملكة عربية سعودية ساهموا بنجاح الدولة بشكل كبير.
و إذا نظرنا إلى الدول الكبرى كأمريكا و فرنسا مثلا، نجد أن من يحكم أمريكا ولد مهاجر أفريقي و نجد أن التشكيل الوزاري الفرنسي به الكثير من المهاجرين، و كذلك السعودي.
لكن الفرق هو أنه في الغرب أغلبية السكان الأصليين في البلاد ينظرون إلى هؤلاء المهاجرين بأنهم أبناء للوطن ،خدموا الأرض التي نشأوا فيها.
أما هنا في المملكة ظلت هناك شريحة كبيرة من العامة لا تتقبل المهاجرين بأي شكل كان، يرون أنهم دخلاء يبثون السموم في المجتمع السعودي، مع العلم أنهم ساهموا في تكوين هذا المجتمع منذ أيام إبراهيم عليه السلام.
المهاجرون في المجتمع السعودي تراهم مندمجون في المجتمع فلا نرى ظواهر الهند الصغرى و بخارى الصغرى و إندونوسيا الصغرى كما نرى في الغرب إيطاليا الصغيرة و المدينة الصينية و الحي اللاتيني.
المقصود أن المهاجرون هنا في المملكة تطبعوا بأطباع أهل الحجاز و أصبحوا منهم و فيهم، تخلوا عن لباسهم و لغاتهم و أصبحوا من أهل الحجاز.
ولكن السعوديون من غير أهل الحجاز لم يعرفوا هؤلاء المهاجرين و لم يعرفوا أطباعهم أو ماهيتهم، و قرروا رفضهم تماما.
أولا في كلامي هذا أقصد البعض لا الكل، في كلامي هذا أقصد الذين يعلقون على الأخبار و على مقاطع الفيديو في يوتيوب
و غيره من المواقع ، فالقبيلي من غير أهل الحجاز إن رأى ما لم يعجبه قال هؤلاء حج و لم يعد خربوا البلاد غير أن ما لم يحسب حسابه أن هؤلاء المهاجريين جنسوا-بضم الجيم- في نفس الوقت الذي جنس فيه هو و أنهم هم عمروا هذه البلاد الطاهرة ماداموا فيها
و المهاجر الذي يقول أن البدو هم سبب التخلف لم يضع في حسبانه أن هؤلاء هم من استقبلوه في أرضهم و أكرموه.
أن لا أدري إن كنت وحدي من أرى أن السعودية تعاني من العنصرية.
فإن كنتم تتفقون أنها موجودة لكنها ليست مشكلة كبرى لأنها موجودة في كل العالم، فردي بأننا مجتمع يدعي التدين، فلا يصح أن نتدين فيما نريد و ما لا نريد نتركه، فالدين نظام حياة .
و بما أني شخصيا كنت أعاني من هذه المشكلة و تخلصت منها و لله الحمد.
فالحل بالنسبة لي كان أني تعرفت علي الذين لم أكن أتقبلهم عرفت منهم من هم و رأيت أن هناك القليل من الإختلافات و تقبلت تلك الإختلافات.
فالحل هو الإختلاط.
فالعنصرية تعريفا(أحد التعاريف الكثيرة) هي: أن تحمل فكرة مسبقة عن شخص ما (سواء إيجابية أو سلبية) بسبب عرقه أو أصله و نسبه.
فالحل أن تختلط بمن تكره لتعرف من هم و ترى إن كان يجب أن تكرههم أم لا.
ابتسموا
=)
ملاحظة: الأسماء كلها تخيلية و إن صادف وجوده في الحقيقة فهي صدفة غير مقصودة
أنت من أهل مكة، من أصول جاوية
مدير شركة خاصة بك، تقدم لإحدى المناصب رجلين ، الأول لؤي نمقاني و الآخر صنيان البليهيد
مؤهلاتهم قريبة من بعض ولكن ولد البليهيد تخرج من هارفرد عمره ٢٥سنة و متزوج والنمنقاني تخرج من جامعة نيوزلندية متوسطة المستوى عمره ٣٠ و ما زال يلعب بذيله
من تختار؟
أنت من أهل القصيم و جد جد جد جدك هو أول بشر مشى على تراب بريدة
ابنتك في سن زواج ، تقدم إليها خاطبان ، سلمان الدغيشم و داؤود فلاته
متساوون في كل شيء إلا أن سلمان لا يصلي في المسجد بعكس داؤود الذي نادرا ما تفوته تكبيرة الإحرام
من تختار؟
قرأت مقالين من كاتبين تعدهما أنت أنهما من "بني ليبرال" أحدهم قبيلي و الآخر ماش
عندما تتعرض لهما بالشتيمة غالبا ستقول عن الذي ليس بقبيلي : يا طقة حج و لم يعد عد إلى باكستان
هل ستقولللقبيلي يا ولد القبيلة الفلانية هذا كله من عاداتك أنت و قبيلتك؟
هذه مجموعة من الأسئلة ، لها أجوبة صحيحة بديهية من الناحية الدينية و نحن المجتمع الذي يدعي التدين.
فلماذا يا ترى و إن كنا نعلم الإجابات الصحيحة فنحن لا نطبقها؟
هناك محوريين سننظر إليها
الأول: نحن و هم
في المملكة حاليا ما يجمعنا في الغالب ليس أننا جميعا نحب الوطن أ و أننا جميعا نريد بدراستنا و أعمالنا مصلحة الوطن و
لكن عندنا حب الجماعة، فالقصيمي و لائه قصيمي و الحجازي ولائه حجازي و الجنوبي جنوبي و هكذا دواليك
فكل يبحث عن مصلحة الجماعة ، و فالغامدي يوظف الغامدي، و المدرس البخاري يعطي التلميذ البخاري العلامة الكاملة، و الموظف الحكومي الحضرمي يمشي أوراق المراجع الحضرمي.
المشكلة أن المواطن يظن أنه بفعله هذا ينفع الوطن لأنه ينفع المواطن-بتشديد الفاء- مع أنه بلا شك أنه يضر الوطن.
فالمدير الذي يوظف أبناء القبيلة و المدرس الذي يحابي جماعته و الموظف الذي يتساهل مع أقاربه، هولاء يولدون إحساس بالظلم يتفشى في المجتمع شيئا فشيئا، فالطالب ينشر إحساسه بالظلم بين أقرانه و يساهم في الفشل الدراسي والباحث عن الوظيفة يحبط باقي القوة العاملة و يزيد البطالة والتاجر الذي لم يتساهلوا معه في الأوراق الرسمية سيمل و سياسهم في إنخفاض منسوب الإنتاج العام.
فمن خلال المحور الأول رأينا أن العنصرية أدت إلى البطالة و الفشل الدراسي و إنخفاض الإنتاجية.
الثاني : حج و لم يعد
منذ قديم الزمان و سالف العصر و الأوان و من قبل أن ينعم الله على الجزيرةالعربية بآل سعود الطيبين و أرض الحرمين كانت أرضا يحج إليها الناس من أيام إبراهيم عليه السلام من مشارق الأرض و مغاربها.
و المدينة المنورة سكنها اليهود و أجناس أخرى لفترات طويلة و الحجاز حكمه العثمانيون لفترات طويلة.
وكل ذلك كان قبل أن يوحد أل سعود الطيبين الجزيرة و قبل أن يكتشف النفط -يضم الياء-
و الحجاز بطبيعة الحال كان به قبائل استقبلت الحجاج و المهاجرين من طلبة العلم الذين جاوءا يطلبون العلم لا المال.
و هؤلاء الحجاج و طلبة العلم أعجبتهم طيبة أهل الحجاز و ترحيبهم فاستقروا في الحجاز و ساهموا بشكل كبير في بنائه و تعميره، و حتى عندما أصبح هناك مملكة عربية سعودية ساهموا بنجاح الدولة بشكل كبير.
و إذا نظرنا إلى الدول الكبرى كأمريكا و فرنسا مثلا، نجد أن من يحكم أمريكا ولد مهاجر أفريقي و نجد أن التشكيل الوزاري الفرنسي به الكثير من المهاجرين، و كذلك السعودي.
لكن الفرق هو أنه في الغرب أغلبية السكان الأصليين في البلاد ينظرون إلى هؤلاء المهاجرين بأنهم أبناء للوطن ،خدموا الأرض التي نشأوا فيها.
أما هنا في المملكة ظلت هناك شريحة كبيرة من العامة لا تتقبل المهاجرين بأي شكل كان، يرون أنهم دخلاء يبثون السموم في المجتمع السعودي، مع العلم أنهم ساهموا في تكوين هذا المجتمع منذ أيام إبراهيم عليه السلام.
المهاجرون في المجتمع السعودي تراهم مندمجون في المجتمع فلا نرى ظواهر الهند الصغرى و بخارى الصغرى و إندونوسيا الصغرى كما نرى في الغرب إيطاليا الصغيرة و المدينة الصينية و الحي اللاتيني.
المقصود أن المهاجرون هنا في المملكة تطبعوا بأطباع أهل الحجاز و أصبحوا منهم و فيهم، تخلوا عن لباسهم و لغاتهم و أصبحوا من أهل الحجاز.
ولكن السعوديون من غير أهل الحجاز لم يعرفوا هؤلاء المهاجرين و لم يعرفوا أطباعهم أو ماهيتهم، و قرروا رفضهم تماما.
أولا في كلامي هذا أقصد البعض لا الكل، في كلامي هذا أقصد الذين يعلقون على الأخبار و على مقاطع الفيديو في يوتيوب
و غيره من المواقع ، فالقبيلي من غير أهل الحجاز إن رأى ما لم يعجبه قال هؤلاء حج و لم يعد خربوا البلاد غير أن ما لم يحسب حسابه أن هؤلاء المهاجريين جنسوا-بضم الجيم- في نفس الوقت الذي جنس فيه هو و أنهم هم عمروا هذه البلاد الطاهرة ماداموا فيها
و المهاجر الذي يقول أن البدو هم سبب التخلف لم يضع في حسبانه أن هؤلاء هم من استقبلوه في أرضهم و أكرموه.
أن لا أدري إن كنت وحدي من أرى أن السعودية تعاني من العنصرية.
فإن كنتم تتفقون أنها موجودة لكنها ليست مشكلة كبرى لأنها موجودة في كل العالم، فردي بأننا مجتمع يدعي التدين، فلا يصح أن نتدين فيما نريد و ما لا نريد نتركه، فالدين نظام حياة .
و بما أني شخصيا كنت أعاني من هذه المشكلة و تخلصت منها و لله الحمد.
فالحل بالنسبة لي كان أني تعرفت علي الذين لم أكن أتقبلهم عرفت منهم من هم و رأيت أن هناك القليل من الإختلافات و تقبلت تلك الإختلافات.
فالحل هو الإختلاط.
فالعنصرية تعريفا(أحد التعاريف الكثيرة) هي: أن تحمل فكرة مسبقة عن شخص ما (سواء إيجابية أو سلبية) بسبب عرقه أو أصله و نسبه.
فالحل أن تختلط بمن تكره لتعرف من هم و ترى إن كان يجب أن تكرههم أم لا.
ابتسموا
=)
ملاحظة: الأسماء كلها تخيلية و إن صادف وجوده في الحقيقة فهي صدفة غير مقصودة
السعودية و العولمة
تحليل المجتمع السعودي, نظرة عولمية
العولمة بتعريفي الخاص هي أن يصبح العالم دولة واحدة لها العديد من المحافظات أو المدن. العولمة مفهوم عريض ينطلي تحته العديد من الجزئيات . فعندما نقول أن العالم يصبح دولة واحدة فذلك يعني مجتمع واحد و ثقافة واحدة و عادات واحدة و إقتصاد واحد و سياسة واحدة.
قد نختلف فمنا المرحبون و منا دون ذلك عندما نأتي لمفهوم العولمة، لكن شئنا أم أبينا في ظل عاصفة الإتصالات التي بدأت منذ بزوغ شمس الإنترنت التي لم تغب حتى الأن فالعولمة ستجتاحنا لا محالة.
لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل الإنسان السعودي جاهز؟
أم هل سنكون نحن العضو المريض من جسم المجتمع العالمي؟
في ظل برنامج الإبتعاث الذي بدأ منذ زمن ليس ببعيد سيعود إلى مملكتنا الحبيبة في العقد القادم من الزمن أربعون ألف مواطنة و مواطن منهم من شكل تركيبته الفكرية خارج حمى الوطن الحبيب.
ماذا سيضيفون؟
و هل نحتاج لإضافاتهم أم أنهم سيعودون بأدمغة غربية الللهجة كافرة المنشأ؟
أم أنهم سيكون هم سفينة النجاة، سيكونون هم حراس التفكير الحر و مشجعو حب الثقافة؟
و من ناحية أخرى نرى أن أبناء الوطن ممن هم فيه حاليا و قد بدأوا في طرح الأسئلة التي طرحتها ، يحاولون جاهدين إيجاد المعادلة السحرية التي تجمع بين تقاليد مجتمعنا المحافظ"جدا" و العالم المنفتح "جدا".
في ظل العصف الفكري الذي أقوم به تتبادر إلى ذهني موهبة مميزة يمتلكها السعودي ألا وهي التزامه بعدم الإختلاط و هنا لا أتحدث عن إختلاط الرجال بالنساء (فهي مشكلة بحد ذاتها) إنما أتحدث عن إختلاط السعودي بغير السعودي . فالناظر في حال المبتعثين سيرى أنهم أبدعوا في خلق مجتمع سعودي داخل المجتمع الذي هم فيه بإيجابياته و سلبياته (و الهاء هنا عائدة على المجتمع السعودي). فتجد السعودي يستخدم العربية أكثر من الإنقليزية وهو في نيو يورك. هل هذا هو هدف الإبتعاث؟
كوني مبتعثا أعيش صراع الصواب و الخطأ بين مجتمعي المسلم و مجتمعهم المنحل عقائديا لا أجد جوابا مقنعا للأسئلة التي طرحتها و لكني أبحث عنها.
ابتسموا
=)
العولمة بتعريفي الخاص هي أن يصبح العالم دولة واحدة لها العديد من المحافظات أو المدن. العولمة مفهوم عريض ينطلي تحته العديد من الجزئيات . فعندما نقول أن العالم يصبح دولة واحدة فذلك يعني مجتمع واحد و ثقافة واحدة و عادات واحدة و إقتصاد واحد و سياسة واحدة.
قد نختلف فمنا المرحبون و منا دون ذلك عندما نأتي لمفهوم العولمة، لكن شئنا أم أبينا في ظل عاصفة الإتصالات التي بدأت منذ بزوغ شمس الإنترنت التي لم تغب حتى الأن فالعولمة ستجتاحنا لا محالة.
لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل الإنسان السعودي جاهز؟
أم هل سنكون نحن العضو المريض من جسم المجتمع العالمي؟
في ظل برنامج الإبتعاث الذي بدأ منذ زمن ليس ببعيد سيعود إلى مملكتنا الحبيبة في العقد القادم من الزمن أربعون ألف مواطنة و مواطن منهم من شكل تركيبته الفكرية خارج حمى الوطن الحبيب.
ماذا سيضيفون؟
و هل نحتاج لإضافاتهم أم أنهم سيعودون بأدمغة غربية الللهجة كافرة المنشأ؟
أم أنهم سيكون هم سفينة النجاة، سيكونون هم حراس التفكير الحر و مشجعو حب الثقافة؟
و من ناحية أخرى نرى أن أبناء الوطن ممن هم فيه حاليا و قد بدأوا في طرح الأسئلة التي طرحتها ، يحاولون جاهدين إيجاد المعادلة السحرية التي تجمع بين تقاليد مجتمعنا المحافظ"جدا" و العالم المنفتح "جدا".
في ظل العصف الفكري الذي أقوم به تتبادر إلى ذهني موهبة مميزة يمتلكها السعودي ألا وهي التزامه بعدم الإختلاط و هنا لا أتحدث عن إختلاط الرجال بالنساء (فهي مشكلة بحد ذاتها) إنما أتحدث عن إختلاط السعودي بغير السعودي . فالناظر في حال المبتعثين سيرى أنهم أبدعوا في خلق مجتمع سعودي داخل المجتمع الذي هم فيه بإيجابياته و سلبياته (و الهاء هنا عائدة على المجتمع السعودي). فتجد السعودي يستخدم العربية أكثر من الإنقليزية وهو في نيو يورك. هل هذا هو هدف الإبتعاث؟
كوني مبتعثا أعيش صراع الصواب و الخطأ بين مجتمعي المسلم و مجتمعهم المنحل عقائديا لا أجد جوابا مقنعا للأسئلة التي طرحتها و لكني أبحث عنها.
ابتسموا
=)
Subscribe to:
Posts (Atom)