Thursday, April 23, 2009

تعولمنا و لم نتعولم

السعودية و العولمة حكاية غريبة 
يصعب على مشقاص الحكواتي أن يجعلنا أن نقتنع أنها طبيعية
حيث أن الوصية الأزلية التي يسمعها المبتعث و هو مغادر حمى الوطن إلى بلاد "الكفر" تكون على نحو قريب من: يا ولدي احنا راسلينك هناك تدرس و بس خد منهم المفيد و العلم و بس لا ترجعلنا بعاداتهم حافظ على عاداتك و دينك (و لاحظوا تقديم العادات على الدين) و انتبه على نفسك
النصيحة بذاتها ممتازة جدا و لكن
في مجتمعنا المتناقض المحب للتنظير لا للتطبيق تكمن غرابة حكاية السعودية و العولمة
حيث أننا تعولمنا بحب مكدونالدز و تربية كرشة العز و لم نتعولم في أدب الإنتظام في الصف لنطلب من ماكدونالدز
تعولمنا في مشاهدة التلفزيون و تبنينا التكنولوجيا و لم نتعولم في أن الطفل الغربي يجب أن ينجز مهامه المنزلية من حمل الزبالة-أجلكم الله- أو تغسيل الصحون أو تغسيل سيارات البيت
تعولمنا في استخدام الجولات بالكاميرا و استخدمنها في تصوير البنات في الأفراح و نشرها و لم نتعولم في استخدام التقنية لنشر القيم الإيجابية في المجتمع
تعولمنا في حب السيارات و اقتناء أغلها و أفضلها و لم نتعولم في إيجاد تقنيين و فنيين سعودين يعملون على إصلاح سياراتهم بأنفسهم
تعولمنا في إنشاء الجامعات الحديثة بالنظام الغربي و لم نتعولم بجعلها مركزا معرفيا مشجع للبحث و الإبداع و التفكير و التساؤل و الإنتاجية العالية لتتسبب في جعل مجتمعاتنا أفضل
و قائمة الأمثلة تطول
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يحدث هذا ؟؟
الجواب من وجهة نظري الشخصية يكمن في شخصية مجتمعنا العامة المتكلة على المال
حيث أنك عندما تسأله لم لا تتنظم في صف يقول :أنا جي أشتري بفلوسي
و عندما تسأل الأهالي لم لا تعلموا أطفالكم إنجاز مهام منزلية تقول الأم: و ربي ليش خلق الشغالات والسواقين حرام خلي بزورتي ينبسطوا و يتفرجوا على التلفزيون
و عندما تسأله لماذا لا تتعلم كيف تصلح سيارتك يقول: ياعمي أدفع للبنشجري ١٠٠ ريال و هو يتدبر فيها
و أما الجامعات فيرد مدير الجامعة: و ليش الهم و وجع الراس ما نشتري البحوث جاهزة من أمريكا و ألمانيا و اليابان
و سؤالي هنا: أجل انت أيش فايدتك في العالم؟
هل خلقنا لنأكل و نشرب و نتكاثر وننام و نصلي
لا و ألف لا
إنما خلقنا لنعبد الله و لنخلف الله في الأرض
خلقنا لنعمر الأرض
نملؤها مصانع و جامعات و شركات منتجة تفيد مجتمعها
و أما المساجد فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : أعطيت خمسا ، لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 335
خلاصة الدرجة: [صحيح]
الخير إن شاء الله قادم فلا يمكننا الهبوط بين الأمم أكثر مما هبطنا
فلا طريق إلا إلى الأعلى
ابتسموا
=)

1 comment:

  1. رائعة جدا
    لعلي اضيف اننا تعولمنا بشراءالساعات ولم نتعلم احترام الوقت
    واشياء كثيرة جدا اخذنا قشورها وتركنا اللب الاساسي

    ReplyDelete